مصر والعرب

1190 - مصر والعرب علاقة جسد واحد ... لا يمكن فصل جزء منه عن الآخر ... لا أقصد بهذا المعنى الفصل الجغرافى فقط ( لأنه مستحيل بالطبيعة ) ولكن أقصد أيضاً الفصل الوجدانى ، والفكرى ، والسياسى ، والاقتصادى ... فمصر تتأثر كثيراً إذا بعدت عن العرب ... ويتأثر العرب كثيراً إذا حال شيئ بينهم وبين مصر ...

وكما تقول الكلمة الشهيرة إذا أصيبت مصر بالبرد عطس العرب جميعاً ... لذلك يجب الحفاظ دائماً على مصر قوية وعزيزة ورائدة ، ليس فقط من أجل مصر بل من أجل العرب جميعاً ... فمصر هى أكثر من ربع عدد العرب ، وأى ضعف يصيب مصر والمصريين هو اختلال لميزان العرب وضعف لكل العرب ... وقوة مصر هى قوة العرب ...

1191 - مصر من أكثر الدول العربية علماً وثقافة وحضارة ... حتى وإن تأثرت فى السنوات الأخيرة أو تراجعت لديها بعض المؤشرات ... ولكن يبقى المخزون الحضارى الكامن فى شخصية المصريين قادر على إنجاحهم ومساعدتهم فى سرعة استعادة تقدمهم واستعادة دورهم الريادى ... ليس المطلوب من مصر التنافس مع الدول العربية بغرض التسابق ؛ وإنما المطلوب التنافس من أجل التكامل ... وليس الغرض من التكامل تحقيق مصالح طرف واحد فقط ... وإنما الهدف تحقيق مصالح كل الأطراف ...

1192 - المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم اشتعالاً بالصراعات والحروب فى السنوات الأخيرة ... وهى من أكثر مناطق العالم أيضاً شراء للأسلحة ... ولذلك فإن دول المنطقة العربية كلها فى حاجة إلى مراجعة نفسها ومواقفها وسياساتها من أجل الخروج من هذا المربع الملئ بالحروب والأسلحة إلى مربع آخر ملئ بالتنمية الاقتصادية ، والثقافية ، والحضارية ، والديمقراطية بحيث تعمل وتسعى المنطقة العربية كلها إلى توفير حاضر ومستقبل أفضل لأبنائها يحميهم من الحروب ودمارها ويوفر لهم سبل التنمية والرفاهية ...

1193 - سأعمل على أن تكون مصر قائدة السلام والوفاق والتنمية فى المنطقة العربية كلها ... وسنسعى مع كل الأطراف الحريصة على السلام إلى التوصل إلى حلول نهائية لكثير من المشاكل العربية التى تعوق تطور العمل العربى وتهدر طاقاته بعيداً عن الاتجاه الصحيح الذى يجب أن توجه إليه وهو التنمية المحلية والتنمية العربية ...

ولكن هذا الدور القيادى الذى يجب أن تلعبه مصر وهى المستحقة له والمؤهلة له ... وهى من صنعته من قبل مرات ومرات عبر تاريخها الطويل ... هذا الدور الذى غابت عنه مصر فى السنوات الأخيرة ... والذى فى رجوعها إليه قوة لها وللعرب ... هذا الدور لابد له من معطيات ... فالقاطرة لا يمكن لها أن تتحرك وتقود عربات القطار إلا إذا كانت قوة القاطرة أكبر من قوة العربات ... وهذا الترتيب المنطقى هو ما يجب أن نستوعبه ثم نعمل من أجل تحقيقه ... فالقيادة لا يمكن أن يقوم بها الضعفاء ... ومصر الرائدة القائدة لابد لها أن تكون قوية وفتية ... وعلى هذين المحورين ومن أجل تحقيق هذين الهدفين ستعمل مصر بنفسها وستعمل مع كل العرب ... من أجل تقوية مصر وتقوية العرب ...