السلام
1181 - يمثل السلام فى وجدان الشعب المصرى شيئاً مختلفاً ومتميزاً ... فالسلام هو تحية المسلمين (وهم غالبية الشعب المصرى ) لبعضهم البعض فى الدنيا ... وكذلك هو تحيتهم فى الجنة ... بل إن السلام هو اسم الجنة التى يحلم ويعمل ويسعى المسلمون من أجل دخولها ... بل إن السلام هو اسم من أسماء الله الحسنى ( سبحانه وتعالى ) ...
1182 - السلام والدعوة إليه هى آخر ما يقوله المسلم فى صلاته ... وبالدعوة إلى السلام يخرج المسلم من صلاته ويعود إلى ممارسة أفعاله الدنيوية ...
1183 - السلام والدعوة إليه هو مضمون الحوار الذى دار بين الله سبحانه وتعالى وبين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى عندما قال الله سبحانه وتعالى لنبيه : السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ... فرد رسول الله قائلاً : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ...
1184 - الشعب المصرى ليس فقط صاحب حضارة من أقدم حضارات الأرض ؛ بل هو أول من أقام معاهدة سلام فى تاريخ البشرية عندما عقد رمسيس الثانى معاهدته مع الحيثيين فى عام 1274 ق . م عقب موقعة قادش ...
1185 - مصر هى الداعية إلى أشهر معاهدة سلام فى القرن العشرين وذلك عندما فاجأ الرئيس السادات العالم كله بالذهاب إلى إسرائيل فى شجاعة نادرة وثقة مبنية على القوة ليقيم معهم معاهدة سلام تنهى الحروب وتوقف نزيف الدماء وتغير خريطة الشرق الأوسط ...
1186 - إذا كان هذا هو تقدير الدين الإسلامى للسلام وحثه عليه ورغبته فيه ... وإذا كان هذا هو تاريخ مصر القديم والحديث فإن علينا واجباً نحو العالم كله ألا وهو عدم الاكتفاء بترديد كلمة السلام فقط ... بل علينا السعى بكل ما نملك من قوة لوضع السلام الحقيقى موضع التنفيذ ونشره بين كل البشر ...
1187 - ولذلك فإننى أحلم لمصر بأن تكون سياستها الدولية هى سياسة سلام لكل دول العالم عامة ودول المنطقة خاصة ... ولذلك سأعمل على تشكيل لجان سلام مصرية بالاشتراك مع كل الدول المهتمة تحت رعاية المنظمات الإقليمية والدولية وبالتعاون معها من أجل السعى إلى حل مشاكل المنطقة وإنهاء النزاعات والصراعات ... المسلحة منها وغير المسلحة ...
1188 - التقدم إلى الأمم المتحدة والجمعية العامة بمشروع يهدف إلى إعداد مادة تعليمية وتربوية تدعو للسلام بين كل البشر وتبين الحروب السابقة ونتائجها ... وتحذر من أى حروب جديدة ومن أضرارها ؛ بحيث يتم تدريسها فى كل دول العالم ولكل أطفال العالم فى مرحلة التعليم الابتدائى ... بحيث تنشأ الأجيال القادمة فى كل دول العالم وهى مقتنعة ومؤمنة بأهمية السلام للجنس البشرى كله ولكوكب الأرض وللإنسانية كلها ؛ بحيث تعمل وتحرص هذه الأجيال القادمة على أن تحل مشاكلها بالحوار ، والتفاهم ، والتعاون ، والاتفاق بعيداً عن الصدام ، والصراع ، والحروب ... فى ظل مبادئ تدعو إلى الصداقة بين كل الشعوب ، والتواصل فيما بينهما ...
فإذا كانت الحروب فى الماضى شيئاً بغيضاً ومدمراً ... فإنها حالياً وفى المستقبل ستصبح أكثر خطورة وتدميراً ؛ خاصة بعد التطور الهائل فى صناعة الأسلحة وما وصلت إليه من قوة تدميرية هائلة ...
1189 - سوف أسعى إلى أن تطلق مصر مبادرة عالمية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة باسم " نحن شركاء " ...
وهدف هذه المبادرة هو التأكيد على أن كل الدول ، وكل الشعوب ، وكل الأجناس التى تعيش فوق الأرض هم شركاء فى هذا الكوكب ويجب عليهم جميعاً التعاون معاً ، ليس فقط من أجل المحافظة عليه من الحروب والدمار والفقر والجهل والأمراض بل من أجل مواجهة الأخطار التى تهدد الكوكب كله مثل النقص المحتمل فى الأغذية والموارد المائية والتصحر والتغير المناخى ... والفجوة بين دول العالم الأول ودول العالم الثالث ...
كما تهدف هذه المبادرة إلى تغيير إحساس ومشاعر الشعوب نحو بعضها البعض ... فعلى الرغم من أن البعض يقول إن الأجناس التى تعيش حالياً على كوكب الأرض هى أجناس متعددة إلا أن الحقيقة أنه لا توجد عدة أجناس بين البشر بل يوجد جنس بشرى واحد ... من أب واحد ومن أم واحدة ...