التعليم المستمر
391 – فى العقود الأخيرة تطورت حياة الإنسان على كوكب الأرض تطوراً كبيراً ... وزادت المعارف والعلوم الإنسانية بطريقة لم تحدث من قبل ... ومازالت العلوم تتزايد ... ومازالت الاكتشافات والاختراعات تتزايد ؛ خاصة بعد الطفرات العلمية التى شهدتها العلوم كافة فى السنوات الخمسين الأخيرة ...
392 – وإذا أردنا أن ننهض ببلادنا ، وأن نضعها فى المكانة اللائقة بها بين دول العالم فإننا مطالبون بأن نحقق طفرة علمية فى كل المجالات ولكل المواطنين ... فالخطوات البطيئة فى التقدم لم تعد تفيد ، فمن يتقدم ببطء فى زماننا هذا فإنه فى الحقيقة يتأخر ، ويتراجع ، ولا يتقدم وذلك لأن غيره سيسبقونه ...
هذا المثال ينطبق على الأفراد كما ينطبق على الشعوب ولذلك ومن أجل محاولة اللحاق بعصور العلم التى سبقتنا ؛ ومن أجل محاولة مجاراة العالم الحديث فى سرعة تطوره فلابد لنا أن نتخلى عن فكرتنا القديمة وهى أن التعليم له فترة محددة فى حياة الإنسان ، عليه أن ينجح فيها ثم بعد ذلك يتجه للعمل معتمداً على ما تعلمه ...
علينا أن نؤمن بأن التعليم أصبح فرضاً دائماً على الإنسان من لحظة ميلاده وحتى رحيله ... ( أو كما نقول من المهد إلى اللحد ) وأن رحلة البحث عن المعرفة والتطوير لا يجب أن تتوقف لأى سبب من الأسباب ... فنجاح الشعوب حالياً وتقدمها لا يرتبط بالجهد والتعب ولا بموقعها ولا بثرواتها الطبيعية بقدر ما يرتبط بثروتها العلمية وحرصها على العلم ومدى تمكن مواطنيها منه وامتلاكهم له ...
ولذلك فإن التعليم المستمر هو الفلسفة العصرية التى سوف أسعى إلى نشرها وإلى أن يحرص المجتمع على تبنيها وتنفيذها ...
وأرجو أن يلاحظ القارئ الأفكار والوسائل التى يتضمنها هذا البرنامج والتى من خلالها سنحاول توفير التعليم لكل مواطن وإمداده بكل ما يساعده على تحديث علمه وتطوير ذاته ...
ومن بين هذه الأفكار :
الفقرات الخاصة بثورة التليفزيون الثقافية
والفقرات الخاصة بالنقابات
والفقرات الخاصة بزيادة ساعات اليوم الدراسى وزيادة أعداد أيام الدراسة
وكذلك الفقرات الخاصة بوزارة التكنولوجيا
والفقرات الخاصة بالمكتبات وتوفيرها والمسابقات الثقافية ومحو الأمية وتوفير الدورات والكورسات واستقدام الخبراء الأجانب والاستفادة من المصريين فى الخارج والاستفادة من سفاراتنا فى الخارج ...